ⴰⵍⴻⴳⵔⴰⵊ
Alegradj - القـــــــــراج

- Cheikh Mouloud El Hafedhi




Amezruy Amaziɣ d isedliyen Inumiden n zik

 اسلسلة من الاعلام الجزئر

  بقلــــــم: أيــت بعزيز عبد النــــور أستاذ و باحث في التاريخ

  العلامة المولود الحافظي
 
 

    في الدكرى الخامسة و الخمسين منوفاته،العلامةالمولودالحافظي (1880 - 1948) 
 بين التدريس الحر، والكتابة الصحافية والإصلاح الإجتماعي والإنتاج والبحث العلمي 
توطــــــــئة 
بحكم تخصصي في التاريخ الحديث و المعاصر انصب اهتمامي في البحث العلمي التراجم أي التعريف بسير وأعمال و آثار الشخصيات الجزائرية المغمورة، حيث نشرت سنة 2000م مقالات بعنوان"سلسلة من أعلام الجزائر" تناول خلالها الأستاذ أرزقي لشباني (1908-1973) ، و الفقيه السعيد البهلولي(1860-1945) ، و المجاهد الفضيل الورثلاني (1900-1959) ، و المصلح يحيى أيت حمودة(1883-1972) ، نشرت في الأصيل و صوت الأحرار.
ثم أنجزت أطروحة الماجستير بعنوان :"الشيخ المولود الحافظي (1880-1948) جهوده الإصلاحية و نشاطه التربوي" سنة 2002م احتوت على مقدمة و فصل تمهيدي  و خمسة فصول و خاتمة، و فهرس للموضوعات ، والملاحق ، والصور والأعلامو القبائل ، و الأماكن و البلدان ، و الصحف و الدوريات و الجمعيات و الأحزاب ، والهيئات والمنظمات .فأردت أن أقدم للقراء الكرام ترجمة مختصرة و مفيدة عن هذه  الشخصيات الجزائرية المغموره ، فمن هو المولود بن الصديق الحافظي الفلكي الأزهري ؟
1. نشأته و تعليمه:
 هو المولود بن الصديق بن العربي لقبه العائلي سحابي أوصحابي بعد ما كان طوطاوي في عهد جده ، 
نشأ في قرية أيت حافظ (بني حافظ) بلدية تالة أولقراج (عين لقراج) ، دائرة أيت ورتلان (بني ورتلان) ، ولاية سطيف ، تعلم القراءة و الكتابة و علوم العربية و الدينالإسلامي و حفظ القرآن في مسجد القرية على يد عثمانأوميال(كربوع) ، و عبد الله كريمات و غيرهم ، بينما كانتأسرتهتمتهنالفلاحة فكان المتعلم الوحيد بين أفرادها ، كماتعلماللغةالفرنسية على يد السيد/بواسو المعلم الفرنسي الشهير في المنطقة بعد أن بلغ سن الرشد تولى مسؤولية الإشراف على الأسرة إثر دخول والده إلى سجن تازولت بباتنة إثر خلاف بينه و بين قائد المنطقة ، و كان يقر من أعمال الفلاحة و يتطلع إلى مواصلة تعليمه فانتقل إلى شرق البلاد و تعلم في ضواحي باتنة ، كما درس القرآن في الزوايا و المدارس الحرة بالمنطقة استعدادا للسفر خارج البلاد ، خاصة و أنه كان معبي بالتجنيد في صفوف جيش الإحتلال الفرنسي .
2. هجرته إلى تونس لطلب العلم (1898-1902) :
  في حدود سنة 1898م التحق الحافظي بتونس العاصمة و اتصل فيها بعمه محمد الشريف سحابي المتزوج من تونسية و العامل بإحدى شركات التأمين و المستمر في تونس ، كما عمل كمستخلص للتذاكر في الحافلة الكهربائية لحرصه الشديد على كسب قوته بعمل يده.
وقد يكون درس في الزيتونة أو أخذ عن علمائها حسب الروايات الشفوية التي لم نعثر لحد الآن على دليل كتابي يؤكد صحتها من عدمها ما عدا ما ذكره أبو القاسم سعد الله في الجزء السابع من كتابه تاريخ الجزائر الثقافي من أن الحافظي درس علم الفلك في تونس على الشيخين مطيع ، و ابراهيمي صمانخ ، في معرض حديثه عن الساعات الشمسية التي صنعها الحافظي .

3. هجرته إلى مصر و دراسته في الأزهر و نيله للشهادة العالمية (1904-1921):
كان الإستعمار الفرنسي يضيق على أبناء الجزائر الراغبين في طلب العلم حيث يمنعهم من السفر إلى تونس و مصر و كان على الذين يخاطرون بحياتهم من أجل العلم استعمال الحيلة للإفلات من رقابة و قبضة المحتل ، مما جعل الحافظي يتنكر في زي عمال باخرة تحمل الفحم متوجهة إلى الإسكندرية ، و إلى نزوله هناك عمل مدة تقارب السنتين (1902-1904) في مزارع الإسكندرية ليجمع المال اللازم للسفر إلى القاهرة .
ثم التحق بالأزهر في حدود سنة 1904 حسب الوثيقة التي نشرتها الدكتورة ناهد حمدي أحمد رئيسة قسم الوثائق في أرشيف مصر على هامش الندوة الدورة حول أرشيف الجزائر المحفوظ في الخارج و التي انعقدت من 16 إلى 19 فيفري 1998 بالجزائر و مكث ينهل من منابع العلم و المعارف على يد فطاحل العلماء مدة 16 سنة كاملة لكن لسوء الحظ لم نعثر لحد الأن عى الوثائق التي تخبرنا بتفاصيل هذه الفترة من حياة مترجمنا أي منذ ولادته إلى غاية عودته من مصر سنة 1921م
إن مترجمنا كان خجولا جدا و متواضعا أكثر من اللآزم لدرجة أنه لم يخبرنا عن زملائه في الدراسة و لا عن أساتذته و لا عن العلوم التي درسها ، بل ذكر ثلاثة فقط من مشايخه في الأزهر و هم :
الشيخ محمد بخيت الطيعي ، و الشيخ يوسف الدجوي ، و الشيخ شاكر كما ذكر الطلبة الجزائريين الحائزين على الشهادة العالمية مثله وهم :أبو يعلى الزواوي – أرزقي الشرفاوي –المولود بن محمد الزريبي – السعيد بن محمد الخنشلي – اسماعيل بن علي الجيجلي – عبد القادر الونشريسي – محمد العربي السوفي – الحواس البوزيدي
4. أسباب عودته إلى الجزائر :
 لم تذكر المصادر التاريخية و لم يذكر الحافظي متى عاد إلى الجزائر لذلك رجحنا أن تكون عودته في أواخر
سنة1921م لأننا عثرنا على مقال نشره في جريدة الصديق في مارس 1921 بعثه من الأزهر إلى الجزائر ، و عثرنا على رسالة بخطه بعثها من قريته أيت حافظ إلى يحيى أيت حمودي بتاريخ جانفي 1922م بمناسبة زواجه ، مما يدل على أنه عاد إلى الجزائر في أواخر سنة 1921م .
أما عن الأسباب التي جعلته يفضل العودة إلى بلاده و يتنازل عن الإمتيازات المتنوعة التي تخولها له الشهادة العالمية من الدرجة الأولى كالتدريس في الأزهر و في المدارس العليا المصرية ، و شغل منصب قاض أو مفت أو إمام خاصة و أن الحافظي تفوق في دراسته و كان يكتب مقالات في الصحافة و يقيد مخطوطات في علم الفلك عثرنا على نماذج منها فكانت مكانته عالية بين كبار علماء الأزهر من مصريين و أجانب ، حيث تفوق في مناظرة علمية فلكية على الشيخ الدردير البرقاوي الطرابلسي مما زاد في علو كعبه .
إن السبب الأول و الرئيسي الذي جعله يعود إلى بلاده يكمن في رغبته في حرصه على نشر العلم الذي تزود به بين صفوف أبناء وطنه إذ كان و هو في مصر يبعث بمقالاته إلى الصحف الجزائرية لنشرها و هذا دليل على تعلقه بوطنه و حبه له ، و تشير هنا إلى أن الحافظي و أبو يعلى الزواوي ، و الطيب العقبي و المولود بن محمد الزريبي عادوا في نفس الفترة من المشرق (الحاجز ومصر) إلى الجزائر فساهموا في نشر العلوم و المعارف و توعية الجماهير فانتعشت الحياة العلمية و الفكرية خلال العشرينيات و ظهرت حركة صحافية و أدبية و تعليمية كان لها الأثر الواضح على المستقبل الجزائر .
كما أن الحافظي عايش ثورة 1919م التي انطلقت من الأزهر و تأثر بما أفرزته الحرب العالمية الأولى ، و بحالة رواق المغاربة المزرية مما جعلته يدافع عن حقوق الطلبة و الأساتذة المغاربة ،و يطالب بإصلاح حالة الرواق و بحق الإستفادة من ريع أوقافه .
هذه الأسباب مجتمعة مع اختلاف تأثير كل منها على مترجمنا هي التي جعلته يقرر مغادرة مصر في الوقت الذي فتح أمامه باب الترقي و الشهرة و المكانة على مصراعيه ، بسبب إيمانه الراسخ بأن وطنه الذي يعاني من قهر و بطش المحتل الفرنسي ، يناديه و ينتظره بعد الغربة دامت أكثر من عقدين كاملين ، فما هي مساهمة مترجمنا في نشر التعليم و الوعي الوطني ياترى ؟

5. الحافظي يستقر في مسقط رأسه و يؤسس معهد التعليم الحر(1922-1932) :
إن الوثائق التي بحوزتنا لم تسمح لنا بمعرفة تفاصيل عودة الحافظي إلى الجزائر و كل ما نعرفه أن الإدارة الاستعمارية كانت تترصد ه حيث عرضت عليه بمجرد وصوله إلى الجزائر ، شغل وظيفة دينية رسمية كالإفتاء أو الإمامة أو القضاء حتى تضمن فرض سيطرتها عليه ، كما عرضت عليه الاستقرار في العاصمة لكن الحافظي رفض هذا العرض المغري ، و فضل الاستقرار في قريته أيت حافظ وسط منطقة ريفية جبلية معزولة ، لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة العلمية و الفكرية ، التي يحتاجها عالم أزهري مثل الحافظي ، لإدراكه بأن تلك المنطقة التي ترعرع فيها بأمس الحاجة إلى علمه و ثقافته و حكمته.
لقد شرع مترجما الذي جلب معه من مصر مكتبة عامرة تتألف من كتب و مخطوطات و كراريس و مقالات في فتح بيته أمام الأهالي لإرشادهم و توجيههم و فض خلافاتهم و نزاعاتهم في الأمور الدينية و الدنيوية ، كما خاص و أن سكان المنطقة يعتبرون العالم الديني بمثابة المحكمة الشرعية و السلطة الإدارية و القانونية لجميع أنشطتهم و معاملاتهم ، ولا يتعاملون تماما مع السلطة الإستعمارية ، رعم محاولة هذه الأخيرة ترقية الأعراف و التقاليد الأمازيغية إلى مرتبة القوانين الملزمة في محاولة يائسة لإبعاد الأهالي عن الشرع الإسلامي .

و قد إشتهرت هذه القضية في المغرب الأقصى بإسم الظهير البربري و هي سياسة التفرقة التي طبقها المحتل الفرنسي على شعوب المغرب الكبير و التي تصدى لها بقوة علماء الدين من أمثال الحافظي فأفشلوا جميع خططته الرامية إلى مسخ الإنتماء الحضاري الإسلامي لشعوب المنطقة كلها .
هكذا كان مترجما بمثابة الإمام و القاضي و المفتي و الوكيل الشرعي ، و المحامي و المعلم و المرشد لسكان المنطقة مع وجود علماء أفذاذا معاصرين له ينشطون في نفس الحقل مثل السعيد البهلولي و يحي أيت حمودي و غيرهم و لما رأى اقبال طلبة العلم على دروسه نشر إعلانا في الصحف أبلغ خلاله طلبة العلم عن عزمه على تأسيس معهد علمي كمشروع خيري إصلاحي من ماله الخاص بمساهمة مادية من صهره رفاد مسعود ، و ذلك سنة 1926م ، واتبع المنهج الحديث في التدريس وفق النظام الخارجي .
وكان يدرس علوم اللغة العربية و الدين الإسلامي من نحو و صرف و بلاغة و عروض و إنشاء و إملاء و قواعد وفقه و حديث و تاريخ ، و مبادىء علوم الفلك و الرياضيات التي نبغ و اشتهر بها ، و هي الميزة التي امتاز بها عن بقية علماء الجزائر المعاصرين له.
ومن أبرز تلاميذه نذكر على سبيل المثال لا الحصر ، بوبكر علي الزموري ، عبد القادر زيتوني اليعلاوي ، أمقران امحند العشاشي ، محمد وعلي مذاع اليذيري ، و كان يتبادل المرسلات بينهم و يشكرهم في العملية التربوية عن طريق الحوار و المناقشة إذ طبق مناهج تعليمه نظريات أساتذته الأزهر يين و نظرياته الخاصة به و رغم كونه منشغلا على الدوام بالإفتاء و القضاء و التدريس و تحرير العقود للناس في مختلف المسائل ، إلا أنه كان يكتب مقالات إصلاحية و تربوية ، و يدعواالجماهير عبر الصحف إلى الإقبال على العلم و نشره و بذل كل غال و نفيس من أجله.
6. الحافظي مدرسا في الزاوية سيدي عبد الرحمن اليلولي (1932-1944):
بعد عشر سنوات أمضاها مترجما في التعليم الحر التطوعي بمسقط رأسه (1922-1932) انتقل إلى المعهد اليلولي الواقع في جبل إيلولا قرب عزازة بتزي وزو ، و المشهور بكثرة عدد طلبته و بالطريقة الحرة في تسييره ، و بسعيه أوقافه و بموقعه الجغرافي المتميز .
و قد ساهم في هذه الزاوية التي أصبحت معهدا إسلاميا في تنقيح مناهج التعليم و طريقه و أساليبه حسب شهادة الشيخ محمد الصالح الصديق الذي درس ثم در س في المعهد المذكور ، فكان يدرب طلبته على فن الخطابة و التمثيل ، و ينظم لهم المسابقات الفكرية لتنمية معارفهم و قدراتهم العلمية و يقيم ختمة للدروس سنوية و يحتفل بالأعياد و المناسبات الدينية بحضور العلماء و الأعيان و الأدباء في جو بهيج يكسر روتين الطريقة التقليدية المتبعة في التدريس بالمعهد ، و المقتصرة على تلقى و الحفظ ، و إضافة العمر الطويل دون الإستفادة من العلم المكتسب لغياب الشرح و المناقشة و الحوار .
و قد تعرض هذا المعهد للتخريب خلال الثوره التحريرية لكونه معقلا لها ، مما حال دون حصولنا على المعلومات الخاصة بنشاط مترجمنا في هذه الزاوية ، علما بأنه انقطع مدة عن التدريس فيه لأسباب عائلية حيث بقيت عائلته مستقرة في قريته عندما يدرس هناك .

7. انتقاله إلى الزاوية الحملاوية للتدريس (1945-1946) :
نتيجة للنجاح الذي حققه الحاففظي في حقل التربية و التعليم في مسقط رأسه و في الزاوية اليلولية ، طلب منه الشيخ عبد الرحمن بلحملاوي خريج الزيتونة أن يشرف على التعليم في زاويته الواقعة بوادي عان في عين العرس (ميلة) و التي تضم نخبة من المشايخ و الأساتذة الجزائريين و التونسيين .
فقام مترجما بتلك المهمة النبيلة على أكمل وجه من جانفي 1945م إلى أكتوبر 1946م حسب الوثائق التي عثرنا عليها في بقايا مكتبة الزاوية خلال زيارتنا إليها سنة 1998م ، حيث وقفنا على ما بقي من المزولة الفلكية أو الساعة الشمسية التي صنعها الحافظي سنة 1924م و نقلها إلى هناك ، كما اطلعنا على تقرير كتبه بخط يده حول حادثة تسبب فيها الشيخ حسن الوارزقي المشرق على المدرسة القرآنية التابعة للزاوية و المدرس فيها ، مما يدل على أن الحافظي واجهته عراقيل كثيرة في عملية إصلاح التعليم في الزوايا ، و بدل جهودا جبارة للوصول إلى النتائج المرضية التي حققها.

كما عثرنا على ورقة منفصلة كتب عليها بخط يده نتائج و ملاحظات حول الامتحان السنوي لطلبته أبرز فيها انعدام الاستعداد لديهم للإقبال على العلوم العصرية و مستواهم الضعيف فيها ، مما يوحي كذلك بأنه تلقى صعوبات جمة في سبيل إدخال العلوم العصرية كالفلك و الرياضيات إلى المناهج التعليمية المطبقة في الزوايا آنذاك.
و تجدر الإشارة هنا بأن آراء الحافظي و نظرياته عديدة و متنو
عة في مجال التربية و التعليم تستحق الدعم.



I-Sidani est le Webmaster

Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement